فادت وسائل إعلام كندية بأن مذكرة الجلب الدولية التي أصدرها "الأنتربول" بحق زين العابدين بن علي و أقاربه قد تدفع بأوتاوا إلى تسليم بلحسن الطرابلسي شقيق ليلى الطرابلسي إلى تونس بعد أن حل بكندا صحبة عائلته منذ أسبوع.
وأكدت وسائل إعلام كندية أن احد ابرز أفراد عائلة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، شقيق زوجته بلحسن الطرابلسي، فر إلى كندا لكن مذكرة الجلب الدولية التي أصدرتها تونس بحقه قد تدفع بأوتاوا إلى ترحيله.
وأفادت صحيفتا "لا برس" و"غلوب اند ميل" وقناة "ال سي ان" الإخبارية، أن بلحسن الطرابلسي الشقيق الأكبر لليلى الطرابلسي زوجة الرئيس المخلوع، وصل مع زوجته وأبنائه الأربعة ومربيتهم الخميس الماضي إلى مونتريال على متن طائرة خاصة.
ووردت هذه المعلومات في اليوم الذي أصدرت فيه تونس مذكرة جلب دولية بحق بن علي وزوجته -المتواجدين حاليا في السعودية- وستة أفراد من عائلتيهما احدهم بلحسن الطرابلسي.
وحتى الآن تلزم "اوتاوا" صمتا حذرا مشيرة إلى أن مذكرة التوقيف قد أرسلت إلى كافة الدول الأعضاء في "الانتربول"، في حين أعلنت الشرطة الفيدرالية في بيان أن المذكرة التونسية "لا تشكل مذكرة توقيف بحسب القانون الكندي".
و قد تحدثت الحكومة الكندية نهاية الأسبوع الماضي عن وصول أفراد من عائلة بن علي إلى أراضيها مؤكدة أنهم غير مرحب بهم على أراضيها.
إلا أن "أوتاوا" رفضت كشف هوياتهم، موضحة أنهم يتمتعون بتأشيرات "إقامة دائمة" في كندا الأمر الذي سمح بدخولهم ومنحهم العديد من الحقوق.
وأفادت "ال.سي.ان" أن بلحسن الطرابلسي (47 سنة) الذي كان يبث الرعب في تونس، حل مع عائلته في فندق قصر فودروي الفخم على ضفاف بحيرة غرب جزيرة مونتريال.
ومن حينها تلقى زيارة أفراد من الجاليتين التونسية واللبنانية المحليتين، على ما أفادت القناة الإخبارية استنادا إلى مصدرين.
وأضافت انه تعين على كامل أفراد العائلة التوجه الاثنين إلى مكتب سلطات الهجرة، دون توضيح فحوى ذلك اللقاء.
وأكدت "لا برس" و"غلوب اند ميل" أن "أوتاوا" تنوي إلغاء الإقامة الدائمة التي حصل عليها بلحسن الطرابلسي في كندا خلال التسعينيات، ولذلك يبدو أنها تستند إلى كون الطرابلسي حصل على الإقامة بتوفيره معلومات كاذبة أو انه لم يقم في كندا المدة الكافية.
وبسحبها الإقامة الدائمة قد تتمكن كندا من ترحيل عائلة بلحسن الطرابلسي سريعا بناء على إجراء تسليم لا سيما وان اتفاقيات تعاون قضائي تربط "أوتاوا" بتونس.
وكان بلحسن الطرابلسي من رجال الأعمال النافذين في نظام بن علي، وفي برقية سربها موقع "ويكيليكس" كتبت سفارة الولايات المتحدة في تونس في جوان2008 انه "معروف عنه انه متورط في الفساد على نطاق واسع وفي إجراء تعديلات في مصرف تونس ومصادرة ممتلكات وانتزاع رشاوى".
وعددت تلك البرقية لائحة ممتلكات العضو الأبرز في عائلة الطرابلسي ما بين شركة جوية وفنادق ومحطة إذاعة ومصنع لتجميع السيارات وشركة للتطوير العقاري.
ولم يكن بحلسن الطرابلسي الوحيد في عائلة بن علي المرتبط بمونتريال حيث أن زوج ابنة بن علي محمد صخر الماطري أيضا يملك فيلا في حي "وستمونت" الراقي اشتراها قبل سنتين مقابل 2,5 مليون دولار كندي (1,8 مليون يورو).
وتبين من تحقيق أجرته "فرانس برس" محليا أن لا احد يقيم حاليا في المنزل الذي تجري حاليا أعمال ترميم في جزء منه.