ساد الاعتقاد بأن يزج وزير العدل الأزهر القروي الشابي باسم سليم شيبوب في زمرة المتهمين في النظام السابق بما أن اسمه ارتبط ارتباطا وثيقا بعائلة بن علي وهو الذي خبر جيدا كواليس قصر قرطاج على الأقل طيلة العشر سنوات الأولى من حكم الرئيس المخلوع وسليم شيبوب نفسه كان يوقن في سريرته أن المحاسبة ستطاله حتما إيمانا منه بحجم التجاوزات التي ارتكبها في الخفاء والتي فاحت رائحتها إلى العلن وهو ما دفعه للهروب خارج الحدود التونسية ساعات قليلة قبل انهيار ديكتاتورية بن علي غير أن التحقيقات الأولية والتي ترجمت على ارض الواقع على لسان وزير العدل في ندوته الصحفية أمس أكدت نقاوة سريرة سليم شيبوب بما انه ما من تهمة رسمية وجهت إليه إلى حد الآن...
تناقض غريب أثار فضول الكثيرين ممن تابعوا ندوة الوزير خاصة وان كان هروب سليم شيبوب مؤشرا قاطعا على ملامسته لواقع الفساد خلال العهد السابق و ثبوت الإدانة في حقه فان السلطات القضائيةرأت عكس ذلك ورفعت المظلمة الشعبية عن شخصه...
براءة سليم شيبوب الآنية من كل التهم التي خامرت الشعب التونسي قد تكون مقدمة لعودته إلى ارض الوطن طالما انه بعيد عن دائرة المحاسبة لكن السؤال الأبرز هو كيف سيتكيف شيبوب مع وضعه الجديد خاصة وان مغادرته لتونس رافقها وابل من التهم والتصريحات الخطيرة والتي مست من شخصه ومن "نظافته" وطالت الأخضر واليابس في حياته المهنية والرياضية..؟
سليم شيبوب بريىء حتى تثبت إدانته في نظر الحكومة الحالية وهو متهم مع سبق الإضمار والترصد في نظر التونسيين وخاصة الرياضيين منهم وكان لزاما علينا أن نطرح هذا التساؤل لان القاصي والداني يعلم الممارسات التي ارتكبها سليم شيبوب سابقا وكيف استغل نفوذه المعنوي والمادي لسلب البعض وخنق البعض الآخر وجميعنا يعي جيدا كيف حوّل شيبوب الرياضة التونسية إلى مؤسسة "مافيوزية" أقصت الجميع وقدمت لنا بطلا من نوع خاص...
قد يكون الفرق بين لقب شيبوب و لقب الطرابلسي شاسعا ويكون وقع لقب الطرابلسي علينا اشد فتكا لان الطرابلسي بات يعادل في قاموسنا صفة المجرم إلا أن ثورة التغيير هذه والتي ولدت غصبا للقطع مع كل السياسات والأسماء السابقة تفرض مسح كل الماضي دون استثناء ولأن شيبوب ورغم ثقافته وديبلوماسيته الساطعة جزء لا يتجزأ من عهد الظلام فانه لن يعود بيننا كما كان حتى ولو بصك الغفران الذي ستمنحه إياه الحكومة الحالية وسليم شيبوب العهد البائد لن يولد بيننا من جديد لأنه فقد هويته وشرعيته مع رحيل أبيه الروحي زين العابدين بن علي...
السؤال الذي لم يجب عنه سليم شيبوب
أراد صهر الرئيس المخلوع والهارب سليم شيبوب أن يدافع عن نفسه لأنه أدرك في لحظة تأنيب الضمير أنه ربح المليارات والخيول ولكنه خسر أعز شيء وهو تراب الوطن.
شيبوب نسي أن يعترف بالدور الذي لعبه في بداية "الانقلاب" الذي وصف بالأبيض في تسمية الوزراء وفرض أصدقائه في أعلى المراتب وتناسى وهو يعاني عزلة قاتلة صنعها لنفسه ما فعله حتى في مباريات "السيكس" واعتدائه المشين على أبناء أحد رجالات الأعمال الذين مولوا الترجي وتجاهل فرضه لأعوان أمن داسوا على القوانين وساهم في ترقيتهم ولم يذكر عملية سطوه على اللاعب حسان القابسي وتأديبه لأحد أعضاء الجامعة التونسية لكرة القدم المعروف بانتمائه إلى النجم والذي دفع صكا باسمه لوالد حسان الذي أصر على الحصول على صك بـ3 ألاف دينار لم يكن بوسع مفاوض النجم في تلك الفترة دفعها.
شيبوب نسي اعتداءه على مدرب المنتخب الوطني في دورة كأس إفريقيا للأمم 94 وطرده للاعب السابق نبيل معلول من الحافلة المقلة للمنتخب في مباراته الأولى ضد مالي هكذا كان يعيش منتخبنا عشية خوضه لمشاركة قارية ولم يحمله أحد الخروج المبكر للمنتخب الوطني في تلك الفترة والحديث عن صهر الرئيس المخلوع وعن مظالمه على صعيد التحكيم وقهره للحكم ناجي الجويني وتصالحه مع الحكم مراد الدعمي بعد ما حصل معه في مباراة الترجي ومستقبل المرسى في زويتن 1-2 ثم دعم مراد الدعمي بكل السبل فيما بعد ...وتجميد الحكم علالة المالكي ومنعه من إدارة المباريات في البطولة بعد تعادل أولمبيك الكاف مع الترجي 0-0 على يد المالكي الذي أضاف 5 دقائق فقط توقيت لم يرق لشيبوب الذي لم يكن يؤمن إلا بالفوز نتيجة.
ولعل السؤال الذي لم يجب عنه شيبوب من أين جاءته كل هذه الأموال ليصبح رجل أعمال له كل هذه الثروة والخيول ألم يكن قبل 1987 موظفا بسيطا في ديوان المواني الوطنية التونسية OPAT
فهل يعقل أن يتساءل شخص كهذا لا علاقة له بكرة القدم عن الاتهامات التي تلاحقه وهو الذي سمح لنفسه بأن يكون منظرا في عالم كرة القدم ومشرفا على تدريب الترجي عوض عن المدرب الفعلي
وفي الأخير ألوم كل الذين هاجموا في هذه الفترة سليم شيبوب من أقلام وأبواق كانت تردد له وتدعوه ضيفا شرفيا تزين به منابرها وغالبا ما كان مرجعها !!!