يستعد منتخبنا الوطني كما هو معلوم لخوض غمار كأس أمم إفريقيا للمحليين والتي تستضيفها السودان ابتداء من الرابع من شهر فيفري القادم ولئن لم تتوضح الرؤية بعد بشأن سقف طموحات هذا المنتخب الذي
سيكون على رأسه المدرب المساعد سامي الطرابلسي فان المنتخب الأول سيكون على موعد مع مباراة ودية في التاسع من نفس الشهر ضدّ المنتخب الجزائري تحت قيادة مدرب المنتخب الاولمبي عمار السويح والملاحظة الأبرز هي غياب المدرب الأول للمنتخب فوزي البنزرتي الذي راجت مؤخرا أخبار مفادها عزمه التراجع عن تدريب المنتخب في الوقت الذي مازالت فيه الجامعة التونسية لكرة القدم تلتزم فيه الصمت المطبق."التونسية" اتصلت بالمدرب فوزي البنزرتي لمعرفة موقفه الحقيقي من كل هذه الأخبار التي يتداولها الشارع الرياضي حاليا فأكد لنا انه يرفض العمل في المنتخب بنفس الشروط التي اقترحها رئيس الجامعة علي الحفصي مضيفا أن تاريخه لا يسمح له بقبول مثل هذه المزايدات وانه لا يقبل أن يعلق مصيره مع المنتخب على نتيجة مباراة و أن تكون مسيرته مع الفريق مقتصرة على فترة عشرة اشهر فقط مشيرا أن هذا الكلام سبق وان قاله قبل اندلاع الثورة حتى لا يقال فيما بعد انه ركب على الأحداث.
البنزرتي أكد انه لن يوقع على عقده الجديد مع الجامعة التونسية إلا بعد مراجعة بنوده وانه متمسك بموقفه لأنه لن يقبل المجازفة بمستقبله مجددا مشددا على أن المكتب الجامعي الحالي لم يتصل به مطلقا في الفترة الأخيرة وان علي الحفصي مختف تماما عن الأنظار منذ اندلاع الثورة وترك أهل البلاء في بلاهم...
ويضيف البنزرتي انه وبغض النظر عن ارتباطه بالمنتخب من عدمه فهو يرى انه من الضروري أن يقع حل المكتب الجامعي الحالي لأنه ليس قانونيا ولم ينتخب بمبدأ الديمقراطية وهو أحد تركات سليم شيبوب الذي فعل بالكرة التونسية مثلما اشتهى وأراد مستغربا في الآن ذاته القرارت الارتجالية التي اتخذها أعضاء الجامعة في ما يخص منتخب المحليين لان خوض غمار "الشان" لا يأتي دون تحضير ودون برنامج عمل مسبق وان خيار المغرب لم يكن أفضل خيار لأنه ينم عن جبن وهروب من ثورة تونس وكان لزاما على الجامعة برمجة التربص في تونس حتى يعلم الجميع أن تونس كانت ومازالت بلد الأمن والأمان وان رجالها لا يخشون شيئا لكن الجماعة فروا وخيروا دفن رؤوسهم في التراب...
البنزرتي صعد من لهجته حين قال إن المكتب الجامعي بطم طميمه معين من النظام السابق وان الحفصي لا يصلح لان يكون رئيسا للجامعة التونسية لكرة القدم وأفضل ما يمكن أن يقوم به هو أن يقدم استقالته ويعلن عن حل المكتب الجامعي ويترك المكان لمن هو أجدر به لأنه يعتقد أن إختفاء الحفصي في هذه الفترة يعني الهروب لأنه على ما يبدو متورط مع رموز الفساد في النظام السابق...
في الختام أكد لنا فوزي البنزرتي أن تدريب المنتخب التونسي يبقى شرفا للجميع لكنه يرفض التعامل مع الحفصي ويرفض القبول بشروطه وانه لن يتصل مجددا بالجامعة ولن يطرق أبوابها مجددا ومن يحتاجه يعرف أين يجده...
ولأننا نبحث دوما عن الحقيقة كاملة فقد اتصلنا برئيس الجامعة التونسية لكرة القدم علي الحفصي لمعرفة موقفه فوجدنا أنفسنا كالعادة في التسلل بما أن رقم مخاطبنا كان خارج نطاق الخدمة وهي بالمناسبة ليست المرة الأولى التي يكون فيها هاتف الحفصي دون مجيب ولا رقيب ويبدو أن "الكرتوش الحي" أفزع الحفصي فأنساه أن الإعلام شريكه الفاعل...حاولنا الاتصال كذلك بالناطق الرسمي للجامعة التونسية لكرة القدم محمد الهادي الفوشالي لكن انتظرنا الإجابة وطال انتظارنا دون جدوى ليبقى السؤال مطروحا متى يستفيق المكتب الجامعي من سباته العميق ويفك عنه حظر التجوال ؟ والسؤال الأهم هل مازال لهؤلاء مكان في رياضتنا المريضة..؟