في ظل شارع الأحداث، أحداث الثورة التي اندلعت شراراتها الأولى من مدينة سيدي بوزيد، حيث أقدم أحد أبنائها على اضرام النار في جسده، شهد منزل الشهيد محمد البوعزيزي هبة اعلامية من مختلف أنحاء العالم
الشروق» عقدت العزم على التحول الى منزل الشهيد في سيدي بوزيد ليس من الصعب عليك الوصول الى بيت محمد، الكل يعرفه والكل مستعد لايصالك حتى باب الدار.
اتجهنا صوب منزل الشهيد عبر طرق ملتوية، أخبرونا أنه يقطن بحي النور وبتوغلنا في حي النور فوجئنا بالحي خاليا من أي ايحاءات تدخل على وجود نور في شوارعه الضيقة التي غصت بالحفر نتيجة الاهمال، وصلنا الى الشارع الذي يوجد به منزل الشهيد الشارع مليء بالحركة، الجيران في حركة دائمة من وفي اتجاه الدار سيارات لبعض القنوات الأجنبية التي جاءت لتغطية الحدث باب الدار مفتوح أمام الجميع دخلنا المنزل معزين أهله الذين استقبلونا بالترحيب وبشيء من العتب على غياب الاعلام التونسي لتغطية ما حصل.
في منزل الشهيد التقينا الأخ والأخت والجار والصديق والأم منوبية التي نال منها التعب وظهر الاجهاد على محياها.
بداية حديثنا مع الأم «منوبية» التي بادرتنا قائلة «يكفيني شرفا أن هذا المنزل الشعبي المتواضع أسقط قصر قرطاج». الحاجة منوبية «أخبرتنا أنها لا تتسول أحدا وأن ثورة ابنها ليست للبيع قائلة «ولدي رجل ولا يمكن تقديره بثمن» وقد واجهت الرئيس المخلوع قائلة: «لا أريد مقابلا ماديا كل ما أريده هو ابني». فهي ورغم قلة ذات اليد جاهدت وناضلت من أجل محمد وأخوته وعملت في الضيعات الفلاحية مقابل أربعة دنانير ولا تتذكر يوما أنها دقت باب أي مسؤول لطلب المساعدة.
منوبية تريد أخذ حقها وحق ابنها ممن قتلوه من عون التراتيب التي صفعته ومن موظفي الولاية الذين رفضوا استقباله أو الاستماع إليه. محمد فعل ما فعل من أجل «الحقرة» لا من أجل المال فهو ومنذ نعومة أظافره يوفر قوته وقوت أخوته اليتامى من عرق جبينه، محمد ثار لأجل كرامته لا من أجل بطالته. محمد رغم حاجته لم يتوسل ولم يسرق بل عمل وهم صفعوه لأنه عمل. هم يتحملون مسؤولية موت ابني من البواب الى المسؤول كلهم قتلوا ابني.
لو فتحوا له الأبواب لما أشعل النار في جسده، منوبية أخذ منها التعب مأخذه فختمت كلامها قائلة أنا لا أفهم لا سياسة ولا سلطة كل ما أريده هو حق ابني بتتبع المسؤولين وأن يكون ابني شهيدا من شهداء الوطن وكفاني فخرا أني أم الشهيد.
بعد ذلك حاورنا أخته سامية وهي تلميذة في الباكالوريا أخبرتنا أن محمدا أو بسبوس كما يحلو لها مناداته، هو المقرب إليها من بين إخوته كان مثالا للطيبة والاستقامة والجميع في الحي وفي السوق يشهد بذلك كان دائم الابتسامة ونكتته حاضرة على الدوام.
سامية أردفت بحسرة أن صورته لا تفارق مخيلتها وهي لا تناشد أيا كان مساعدة وكل ما تريده هو تتبع كل من ساهم من بعيد أو من قريب في موت شقيقها.
سامية قالت بنبرة فخر إن شقيقها رجل لم يتحمل صفعة عون التراتيب (امرأة). لذا لا يجب تحييد الأمور عن مسارها فهذه الثورة هي ثورة الكرامة لا ثورة الياسمين ولا ثورة الهندي»..
عند محاورتنا لسامية تدخل أحد الأجوار وهو صديق لمحمد يدعى محمد عامري (31 سنة) قائلا إن اللّه سخر محمد ليكون القطرة التي أفاضت كأس الغليان الذي يسود شباب سيدي بوزيد.
البركان كان يغلي ومحمد رحمه اللّه فجره، محمد هو فخر لكل تونس فهو أصبح الآن الرمز بعد أن كانت وجوه فنية ورياضية هي الرموز فصور محمد أصبحت تعلق في كل مكان وتباع حسب قوله حتى في الأسواق العالمية، محمد العامري قال إن تهميش هذه الولاية هو ما سبب كل هذا الاحتقان. فهي ولاية منسية حتى في النشرة الجوية لا يتم ذكرها، ذلونا وقهرونا فكان ما كان، استشهد محمد بقوله تعالى: «أما اليتيم فلا تقهر» ومحمد البوعزيزي كان يتيما وأهين فكان أن تزعزعت عروش من أهانوه.
محمد البوعزيزي هو رمز من رموز البلاد ورفع الراية عاليا وسوف تمتد ثورته من تونس الى كل مكامن الظلم والقهر والدكتاتورية في كل أرجاء العالم.
محمد ناشد السلطة الرحيل قائلا إن الكراسي ليست لمن أهانوا الشعب وذلوه فليتركوا الكراسي لو كانوا شرفاء ولو كانوا وطنيين فالوطن تخدمه رجال وليس زمرة من الفاسدين
اتجهنا صوب منزل الشهيد عبر طرق ملتوية، أخبرونا أنه يقطن بحي النور وبتوغلنا في حي النور فوجئنا بالحي خاليا من أي ايحاءات تدخل على وجود نور في شوارعه الضيقة التي غصت بالحفر نتيجة الاهمال، وصلنا الى الشارع الذي يوجد به منزل الشهيد الشارع مليء بالحركة، الجيران في حركة دائمة من وفي اتجاه الدار سيارات لبعض القنوات الأجنبية التي جاءت لتغطية الحدث باب الدار مفتوح أمام الجميع دخلنا المنزل معزين أهله الذين استقبلونا بالترحيب وبشيء من العتب على غياب الاعلام التونسي لتغطية ما حصل.
في منزل الشهيد التقينا الأخ والأخت والجار والصديق والأم منوبية التي نال منها التعب وظهر الاجهاد على محياها.
بداية حديثنا مع الأم «منوبية» التي بادرتنا قائلة «يكفيني شرفا أن هذا المنزل الشعبي المتواضع أسقط قصر قرطاج». الحاجة منوبية «أخبرتنا أنها لا تتسول أحدا وأن ثورة ابنها ليست للبيع قائلة «ولدي رجل ولا يمكن تقديره بثمن» وقد واجهت الرئيس المخلوع قائلة: «لا أريد مقابلا ماديا كل ما أريده هو ابني». فهي ورغم قلة ذات اليد جاهدت وناضلت من أجل محمد وأخوته وعملت في الضيعات الفلاحية مقابل أربعة دنانير ولا تتذكر يوما أنها دقت باب أي مسؤول لطلب المساعدة.
منوبية تريد أخذ حقها وحق ابنها ممن قتلوه من عون التراتيب التي صفعته ومن موظفي الولاية الذين رفضوا استقباله أو الاستماع إليه. محمد فعل ما فعل من أجل «الحقرة» لا من أجل المال فهو ومنذ نعومة أظافره يوفر قوته وقوت أخوته اليتامى من عرق جبينه، محمد ثار لأجل كرامته لا من أجل بطالته. محمد رغم حاجته لم يتوسل ولم يسرق بل عمل وهم صفعوه لأنه عمل. هم يتحملون مسؤولية موت ابني من البواب الى المسؤول كلهم قتلوا ابني.
لو فتحوا له الأبواب لما أشعل النار في جسده، منوبية أخذ منها التعب مأخذه فختمت كلامها قائلة أنا لا أفهم لا سياسة ولا سلطة كل ما أريده هو حق ابني بتتبع المسؤولين وأن يكون ابني شهيدا من شهداء الوطن وكفاني فخرا أني أم الشهيد.
بعد ذلك حاورنا أخته سامية وهي تلميذة في الباكالوريا أخبرتنا أن محمدا أو بسبوس كما يحلو لها مناداته، هو المقرب إليها من بين إخوته كان مثالا للطيبة والاستقامة والجميع في الحي وفي السوق يشهد بذلك كان دائم الابتسامة ونكتته حاضرة على الدوام.
سامية أردفت بحسرة أن صورته لا تفارق مخيلتها وهي لا تناشد أيا كان مساعدة وكل ما تريده هو تتبع كل من ساهم من بعيد أو من قريب في موت شقيقها.
سامية قالت بنبرة فخر إن شقيقها رجل لم يتحمل صفعة عون التراتيب (امرأة). لذا لا يجب تحييد الأمور عن مسارها فهذه الثورة هي ثورة الكرامة لا ثورة الياسمين ولا ثورة الهندي»..
عند محاورتنا لسامية تدخل أحد الأجوار وهو صديق لمحمد يدعى محمد عامري (31 سنة) قائلا إن اللّه سخر محمد ليكون القطرة التي أفاضت كأس الغليان الذي يسود شباب سيدي بوزيد.
البركان كان يغلي ومحمد رحمه اللّه فجره، محمد هو فخر لكل تونس فهو أصبح الآن الرمز بعد أن كانت وجوه فنية ورياضية هي الرموز فصور محمد أصبحت تعلق في كل مكان وتباع حسب قوله حتى في الأسواق العالمية، محمد العامري قال إن تهميش هذه الولاية هو ما سبب كل هذا الاحتقان. فهي ولاية منسية حتى في النشرة الجوية لا يتم ذكرها، ذلونا وقهرونا فكان ما كان، استشهد محمد بقوله تعالى: «أما اليتيم فلا تقهر» ومحمد البوعزيزي كان يتيما وأهين فكان أن تزعزعت عروش من أهانوه.
محمد البوعزيزي هو رمز من رموز البلاد ورفع الراية عاليا وسوف تمتد ثورته من تونس الى كل مكامن الظلم والقهر والدكتاتورية في كل أرجاء العالم.
محمد ناشد السلطة الرحيل قائلا إن الكراسي ليست لمن أهانوا الشعب وذلوه فليتركوا الكراسي لو كانوا شرفاء ولو كانوا وطنيين فالوطن تخدمه رجال وليس زمرة من الفاسدين