Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

الإعلامي بن جدو: الإدارة الأميركية تسعى لجعل تونس أداة عسكرية سياسية أمنية في خدمة مصالحها

الإعلامي التونسي المعارض غسان بن جدو، أكد أن هناك "خشية حقيقية دولية وإقليمية وعربية من الثورة التونسية"، وفي حديث خاص لـ"الانتقاد" من بيروت، كشف بن جدو أن "الخشية ناتجة عن أن ما يحصل في تونس هو ثورة بكل معنى الكلمة، وما قد ينتج عن هذه الثورة هو تغيير كامل للبوصلة في تونس"،

موضحاً أن "بوصلة تونس الاستراتيجية كانت على مدى العقود الماضية مرتبطة بالمنظومة الأطلسية والأوروـ متوسطية"، وأشار الإعلامي البارز إلى "وجود تدخل جدي من قبل باريس وواشنطن لإعادة الإمساك بهذه البوصلة"، وأضاف بن جدو أن "زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان إلى تونس، وحديثه عن دعم "اصلاحات" الحكومة المؤقتة، يتناغم مع رغبة الرئيس الأميركي باراك أوباما، غير أن الإدارة الأميركية تسعى لجعل تونس أداة عسكرية سياسية أمنية في خدمة مصالح واشنطن كما كانت عليه في السابق


الإعلامي غسان بن جدو تحدث أيضاً عن سعي فرنسي لإستيعاب الثورة التونسية، ولفت إلى أن "باريس حريصة على نظام سياسي تونسي مرتبط بالاتحاد الأوروبي، ويتناغم مع السياسة المتوسطية لإبعاده عن محيطه العربي والإسلامي من جهة، وأن لا يكون لدى التيار الإسلامي بكافة توجهاته أي وجود على الأراضي التونسية"، وشدد بن جدو على أن "كل المحاولات الخارجية لصد موجة الثورة التونسية ستفشل"، وجزم بأن "تونس لن تعود إلى الوراء، مهما حاول الآخرون"، وأبدى بن جدو إطمئنانه إلى وجود "حركة معارضة قوية واعية ومتجذّرة في المجتمع التونسي وهي التي ستقود عملية التغيير الشامل"، وأضاف أن هذه الحركة تستند إلى "النخب المتعددة والقطاعات الكبرى في تونس، وهي تعمل ضمن أفق واضح يسعى إلى التغيير الجذري حتى بناء الدولة الديمقراطية في البلاد".

الإعلامي غسان بن جدو لم ينكر "وجود صعوبات جدية في وجه التغيير المنشود"، غير أنه أبدى تفاؤله بحكمة قوى المعارضة بجميع تشكيلاتها، التي يجب أن "تعمل على حماية الثورة والعمل على منع من يريد التلاعب بمجريات الثورة"، وأكد بن جدو أن "المعارضة قادرة على إدارة البلاد بعيداً عن الوقوع في فخ التنازع والخلاف على الحصص، فيما لو تعاملت مع برنامج تحكمه العملية الديمقراطية"، وحذّر من "المحاولات الرامية إلى خداع الشعب التونسي عبر إطلاق الشعارات الرنانة تحت عنوان الإزدهار الاقتصادي، والاصلاحات السياسية، وهو ما يحصل الآن من قبل السلطة الحالية التي تشكل إمتداداً للنظام السابق عبر الرموز القديمة الجديدة"، ونبَّه بن جدو إلى "هواجس الشارع التونسي من أن تدخل المؤسسة العسكرية على خط التطورات تحت عنوان إيقاف الفوضى" غير أنه أعرب عن اعتقاده بأن "الجيش لن يقوم بانقلاب عسكري، خصوصاً أن المعارضة الراديكالية لديها من الحكمة والحرص على الثورة ما يحول دون وقوع البلاد في فوضى".

الإعلامي غسان بن جدو، الذي لم يرى أرض بلاده منذ أكثر من عشرين عاماً حيث زارها مؤخرا، اعتبر أن تأخير إصدار العفو العام عمّن صدرت بحقهم أحكام سياسية سابقاً، "هو إبتزاز من قبل الحكومة الحالية، ونوع من التراجع عن وعودها الإصلاحية، وتذكر ببداية إستلام زين العابدين بن علي للحكم، حيث وعد بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين أيام حكم سلفه الحبيب بورقيبة ثم لم ينفذ أي من وعوده"، وكشف بن جدو أن سبب تأخير إصدار العفو العام يعود إلى "ضغوط غربية وعربية لعدم الاعتراف بالتيار الإسلامي، وعلى رأسه حركة النهضة الإسلامية"، وأضاف أن " دولاً عربية وخليجية ترمي بثقلها لمنع عودة الإسلاميين، وحتى ولو كانوا تياراً إسلامياً ديمقراطياً، لأن هذه الدول لا تحبّذ هذا الإسلام بل تفضّل الحركات المتطرفة والتكفيرية ألف مرة على التجارب الإسلامية الناجحة، كالنموذج التركي مثلاً".